التضحية

اليوم هو يوم اﻻربعاء وهو لم يختلف عن سواه. نهض صاحبنا من النوم، وذهب مسرعا الى المطار حيث استقل طائرة “فلوريدا”. فشلت الطائرة في اﻻقلاع وبدﻻ من ذلك اتجهت الى اﻻمام قافزة فوق الجسر الموجود فوق “باتوماك”. استقرت اخيرا في نهر باتوماك المتجمد. وهناك تفككت الى قطع صغيرة متناثرة.
بعض الركاب ماتوا فورا. وبعضهم مات غرقا في المياه. اما صاحبنا فقد وجد نفسه يصارع الامواج الى ان تمكن من التشبث بذيل الطائرة الغارقة.
وبدات عملية اﻻنقاذ فورا. وقد تمكن “ليني شوتنيك” وهو موظف حكومي من المخاطرة بحياته بان قفز الى الماء وانقذ الكثيرين بجرهم الى الشاطئ.
وبعد قليل قدم “دون اشر” وهو من الشرطة وقد حضر مع طوافته (هليكوبتر) وفريقه وبداوا فورا بانتشال الغرقى. خمس مرات كان رجال اﻻنقاذ يدلون لصاحبنا حبل النجاة ولكنه كان يعطيه لسواه فينتشلونه ويبقى هو. اخيرا تم انتشال جميع الباقين وبقى هو فقط. وعاد رجال اﻻنقاذ للمرة السادسة يدلون الحبل فلم يعثروا للرجل على اثر. لقد ابتلعته المياه المتجمدة فاختفى مرة والى اﻻبد.
اي بطل هو هذا! لقد ضحى بنفسه ﻻنقاذ سواه. كان عمله حافزا للكثيرين للتضحية. في الخارج كان انسانا عاديا، اما في الداخل فكانت تربض البطولة الحقيقية والمثل العليا فيه، فلا نحكم على الناس من مظهرهم بل من مخبرهم.

أضف تعليق